Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

الذهب يهبط 6.3% في أكبر تراجع له منذ 12 عاماً

الذهب

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعاً حاداً بعد موجة إرتفاعات متتالية سجلت خلالها مستويات قياسية جديدة، إذ واصل المعدن الأصفر خسائره في جلسة متقلبة عقب أكبر هبوط له منذ أكثر من 12 عاماً. وتراجعت الأسعار الفورية إلى ما دون 4,020 دولاراً للأونصة مع بدء التداولات الأميركية، بعد أن فقدت نحو 6.3% في اليوم السابق، وسط مخاوف من أن يكون صعود الذهب خلال الأشهر الماضية قد تجاوز حدوده الطبيعية.

ويرى محللون أن ما حدث كان نتيجة موجة من عمليات البيع الفني بعد أن ظلت الأسعار تتداول في مناطق تشبع شرائي منذ مطلع سبتمبر. وأشارت سوكي كوبر، رئيسة أبحاث السلع في بنك "ستاندرد تشارترد"، إلى أن "البيع الفني هو السبب الرئيسي وراء التراجع"، متوقعة أن يستعيد الذهب زخمه خلال العام المقبل بحسب بلومبيرغ.

ويأتي هذا التراجع ليوقف مسار الصعود السريع الذي بدأ منذ منتصف آب/أغسطس، مدفوعاً بما يُعرف بـ"تجارة فقدان الثقة بالعملات"، حيث يتجنب المستثمرون السندات الحكومية والعملات الورقية خوفاً من العجز المالي المتفاقم. كما ساهمت التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قبل نهاية العام في تعزيز الطلب على الذهب، الذي لا يزال مرتفعاً بنحو 55% منذ بداية العام.

دخل المستثمرون في الأشهر الأخيرة الأفراد بقوة إلى السوق بعد فترة من التردد، متأثرين بالمخاوف من تراجع قيمة العملات، وتداولت وسائل التواصل الإجتماعي صوراً لطوابير المشترين أمام محلات بيع الذهب. كما ارتفع حجم التعاملات في العقود الآجلة والخيارات الخاصة بصناديق الذهب المتداولة في البورصات العالمية، ما زاد من حدة التقلبات في الأسعار.

وساهمت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة إلى إعادة تشكيل التجارة العالمية، إضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما واصلت البنوك المركزية في عدد من الدول شراء المعدن النفيس لتقليل إعتمادها على الدولار الأميركي، في حين تدفقت الإستثمارات إلى الصناديق المتداولة في البورصة مع محاولة المستثمرين الاستفادة من الارتفاعات المتسارعة.

من جهتها، خفّضت مجموعة "سيتي غروب" توصيتها بزيادة الوزن الإستثماري في الذهب بعد الإنخفاض الحاد الأخير، محذّرة من أن تمركزات السوق أصبحت مفرطة. وتوقّع محللو البنك أن تستقر الأسعار حول مستوى 4,000 دولار للأونصة في الأسابيع المقبلة، مشيرين إلى أن الذهب قد يكون بحاجة إلى فترة من التماسك قبل استئناف الصعود، خصوصاً أن الأسعار تجاوزت بالفعل ما تدعمه العوامل الأساسية مثل ضعف الدولار أو مشتريات البنوك المركزية وفق بلومبيرغ.

وجاءت هذه التطورات في وقت يراقب فيه المستثمرون عن كثب احتمالات إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد فترة من التوترات التي عززت الطلب على الأصول الآمنة. وأعرب الرئيس الأميركي عن تفاؤله بأن الاجتماع المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ قد يسفر عن "اتفاق جيد"، رغم إقراره بأن اللقاء قد لا يتم.

ويضاف إلى ذلك تأثير إغلاق الحكومة الأميركية، الذي حال دون صدور التقرير الأسبوعي لهيئة تداول السلع الآجلة الأميركية (CFTC) حول مراكز صناديق التحوط والمستثمرين في عقود الذهب والفضة، ما جعل السوق أكثر عرضة للمضاربات غير المتوازنة في ظل غياب البيانات الرسمية.

ويرى محللو "بلومبيرغ" أن ما حدث كان متوقعاً بعد عام استثنائي للذهب، إذ قال المحلل فين رام إن "هبوط الثلاثاء كان حادثاً ينتظر الحدوث، فمع ارتفاع التقلبات أخيراً بدأت صناديق التحوط تشكك في جدوى الاستمرار في الرهان على المعدن بعد مكاسب قوية إمتدت طوال العام".

وفي أحدث التعاملات، انخفض الذهب الفوري بنسبة 1.5% ليصل إلى 4,063.63 دولاراً للأونصة، بينما تراجعت الفضة بنسبة 0.6% بعد خسارة 7.1% في الجلسة السابقة، في حين ارتفع كل من البلاتين والبلاديوم، وسجّل مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري ارتفاعاً طفيفاً.