13 مليون ميمكوين تجتاح الأسواق وتدفع لتنظيم العملات الرقمية

يشير إصدار أكثر من 13 مليون “ميمكوين” فردي في عام 2025 إلى الحاجة الملحة لوجود تنظيم شامل للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، بحسب a16z Crypto، ذراع رأس المال الاستثماري للأصول الرقمية لشركة Andreessen Horowitz.

وفي تقريرها الجديد “حالة العملات الرقمية 2025”، أكدت a16z Crypto أن النمو السريع للأصول الرقمية غير المنظمة يعكس غياب إطار قانوني واضح لقطاع العملات المشفرة، داعية إلى سرعة إقرار قانون وضوح سوق الأصول الرقمية الذي يُراجع حاليًا في الكونغرس الأمريكي، لوضع هيكلية سوقية شفافة وتقديم حماية أفضل للمستهلكين.

وأشار التقرير إلى أن التشريع المقترح من شأنه تقديم ضمانات تنظيمية، وتعزيز الرقابة على الوسطاء القائمين على تقنية البلوكشين، وخلق مسارات قانونية واضحة للسلع الرقمية، ما يعزز الثقة لدى المطورين والمستثمرين على حد سواء. وتعد a16z Crypto واحدة من أكبر المستثمرين في الشركات الناشئة بالعملات الرقمية، بعد أن جمعت أكثر من 7.6 مليار دولار عبر أربعة صناديق مخصصة.

وقال التقرير إن غياب التنظيم الحالي أدى إلى انفجار في إصدار “الميمكوين” خلال عام واحد فقط. وتتميز هذه العملات بتقلبات شديدة وسيولة محدودة، مما يعكس الإمكانات الإبداعية والمخاطر المضاربية المعروفة في سوق العملات الرقمية.

وأوضح دارين ماتسوكا، شريك فريق الاستثمار في a16z Crypto، أن “الميمكوين، سواء أحببتموها أم لا، جزء مهم من قصة العملات الرقمية. وقد أدى وجود ثغرة تنظيمية خلال إدارة بايدن إلى زيادة إصدار هذه العملات، وهو ما يظهر قوة تقنية البلوكشين، ولكن الآن هناك حاجة لإطار ينظم حماية جميع المستثمرين".

وأضاف ماتسوكا أن التنظيم لا يجب أن يحد من الابتكار، بل يوفر هيكلية واضحة: “لسنا بصدد القول إن الميمكوين يجب أن يُعامل مثل المشاريع ذات الأصول الواقعية، بل أن وضع القواعد الصحيحة سيشجع على نشاط أكثر جدية.”

ويشير التقرير أيضًا إلى أن مارك أندريسين وبن هورويتز، مؤسسا الشركة، أثارا الجدل العام الماضي بعد إعلان دعمهما لدونالد ترامب في انتخابات 2024، بسبب عدم رضاهم عن سياسات إدارة بايدن المتعلقة بالعملات الرقمية. وقد أصبح قطاع العملات الرقمية من أكبر المانحين المؤسساتيين خلال الدورة الانتخابية.

وعلى عكس العملات الرقمية الكبرى مثل بيتكوين وإيثريوم، التي صممت كأنظمة مالية أو منصات خدمات، غالبًا ما تبدأ الميمكوين كدعابة أو تجربة اجتماعية على الإنترنت. فالميمكوين الأول والأكثر قيمة، دوجكوين، انطلق من صورة كلب “شيبا إينو” انتشرت على الإنترنت، بينما تستوحي أمثلة أحدث مثل dogwifhat وPepe محتواها من الإنترنت أو الثقافة الشعبية، وبعضها يشير إلى شخصيات سياسية مثل دونالد وملانيا ترامب.

واختتم ماتسوكا بالقول إن التشريع الفعلي لا يزال “أولوية قصوى لكل ما يتعلق بتطوير قطاع العملات الرقمية”: “نحتاج إلى وجود المزيد من المطورين للبناء والتطوير، وأذكى العقول في العالم لن تقوم بذلك إلا عندما تتأكد أن ما يبنون عليه قانوني ومسموح ومعترف به".