خطط إخلاء وقائية في مدارس لبنانية استعداداً للطوارئ

تدريب التلاميذ على الإخلاء لمواجهة الطوارئ
بدأت مدارس لبنانية في اعتماد خطط إخلاء وقائية تفصيلية وتعميمها على الأهالي، في خطوة استباقية تهدف إلى حماية التلاميذ في حال وقوع أي طارئ أمني. وقد أعلنت مدرسة الإخوة الجديدة – المريجة (الفرير) عن خطة طوارئ تتضمن أربع مراحل أساسية: إبلاغ الأهل عبر تطبيق e-school لاستلام أولادهم فورًا، إقفال بوابات المدرسة وعدم السماح بخروج أي تلميذ إلا برفقة ذويه، تعليق عمل باصات النقل إلى حين زوال الخطر، وتوزيع التلاميذ على أماكن آمنة داخل المدرسة تحت إشراف المعلمين. وأوضحت الإدارة أن هذه الإجراءات ليست نظرية بل تُدرّس للتلاميذ بشكل تدريجي ومناسب لأعمارهم ضمن حملة توعوية تهدف إلى تحويل الخوف إلى وعي واستعداد فعلي.
وتأتي هذه الخطط في ظل واقع لبناني شهد توترات أمنية وأحداثًا مفاجئة، كـ انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ما جعل المدارس تتعامل مع السلامة كجزء من الأمن الاجتماعي الوطني لا كإجراء إداري. وتشدد الإدارات على أن المسألة لم تعد تقتصر على إغلاق المدارس عند الخطر، بل على تدريب مسبق وتنظيم دقيق يحدد المسؤوليات ويمنع الفوضى.
وتواكب هذه المبادرات تجارب عالمية، إذ تعتمد دول مثل الولايات المتحدة واليابان خطط إخلاء وتدريبات دورية لمواجهة حوادث إطلاق النار أو الزلازل، لترسيخ ثقافة السلامة الوقائية منذ المراحل الدراسية الأولى.
وفي لبنان، تعكس هذه الخطط الجديدة تطورًا في مفهوم المدرسة كمؤسسة تعليمية وحامية في آنٍ واحد، تسعى إلى تهدئة قلق الأهالي وضبط سلوك التلاميذ خلال الأزمات، وتؤكد أن الهدف ليس إثارة الخوف بل طمأنة المجتمع بأن آليات الحماية جاهزة وستُفعّل عند الحاجة.
