السندات البريطانية تنتعش مع توقعات خفض الفائدة وتحسّن ثقة المستثمرين

سجلت السندات الحكومية البريطانية (Gilts) في تشرين الأول/أكتوبر أفضل أداء لها منذ نحو عامين، مع عودة ثقة المستثمرين الدوليين بقيادة مؤسسات كبرى مثل أبردين غروب وفيديلتي إنترناشونال وجي بي مورغان لإدارة الأصول، وسط توقعات بمزيد من المكاسب بدعم من احتمال خفض أسعار الفائدة وتراجع التضخم.
وفقاُ لبلومبيرغ . أرجع محللو غولدمان ساكس تحسّن السوق إلى انخفاض الضغوط التضخمية وتوجه وزيرة المالية ريتشيل ريفز نحو إصلاحات مالية صارمة خلال الموازنة المرتقبة في 26 نوفمبر، التي يُتوقع أن تشمل زيادات ضريبية للحفاظ على الإنضباط المالي.
كما يتوقع المستثمرون أن يُقدم بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة قريبًا، إذ تشير الرهانات في الأسواق إلى خفض بمقدار 60 نقطة أساس خلال العام المقبل، مقابل 40 نقطة أساس فقط في بداية تشرين الأول/أكتوبر. وترى بنوك كبرى مثل باركليز وغولدمان ساكس أن الخفض قد يبدأ هذا الأسبوع أو في كانون الثاني/ديسمبر المقبل.
ويدعم هذا الاتجاه استقرار معدل التضخم في سبتمبر وانخفاض أسعار الغذاء بأكبر وتيرة منذ عام 2020، ما يعزز الثقة بأن التضخم بدأ بالتراجع. كما عبّر محافظ البنك أندرو بيلي عن قلقه من تباطؤ الاقتصاد وضعف سوق العمل، ما يفتح المجال أمام تيسير السياسة النقدية.
ويؤكد محللون وفقاُ لبلومبيرغ , أن توقعات رفع الضرائب وخفض الإنفاق ستبطئ النمو الإقتصادي، لكنها في الوقت نفسه تعزز الثقة في التزام الحكومة بإدارة مالية مسؤولة. ويقول مايك ريدل من فيديلتي إن التوجه المالي في بريطانيا "يشبه سياسة التقشف مقارنة بالدول الأخرى"، لكنه يراه إيجابيًا للسندات.
ورغم الانتعاش الأخير، لا تزال العوائد على السندات البريطانية الأعلى بين دول مجموعة السبع، إذ تراجعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.41% بعد أن بلغت 4.85% في ايلول/سبتمبر. ويُحذر بعض المستثمرين من احتمال عودة التقلبات قبل إعلان الموازنة، بينما يرى آخرون أن السندات البريطانية ما زالت جذابة للمستثمرين الباحثين عن فرص في سوق شهد خسائر حادة خلال السنوات الماضية.