اليونسكو بين الثقافة والسياسة… تحذير روسي من الانحياز

حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين خلال المؤتمر العام لليونسكو في سمرقند من أن تصاعد الانتهاكات في المجالات الإعلامية والثقافية يضر بفعالية جهود مكافحة التمييز في التعليم والعلوم والثقافة.

وأشار بانكين إلى استمرار التضييق على السكان الناطقين بالروسية في دول البلطيق وأوكرانيا، مشددًا على ضرورة حماية الصحفيين، بمن فيهم الصحفيون الروس، ومراقبة حالات اغتيالهم، إضافة إلى الانتهاكات التي تتعرض لها وسائل الإعلام والهجمات على المنشآت الثقافية والتعليمية.

ولفت إلى أن السلطات الأوكرانية تعرض مواقع التراث العالمي للخطر، مثل المركز التاريخي لأوديسا، نتيجة خطوات تهدف إلى إزالة نصب الشاعر الروسي الكبير ألكسندر بوشكين وعدد من المعالم التاريخية الأخرى في المدينة، دون أي رد فعل دولي ملموس.

كما أكد بانكين أن هناك محاولات من بعض الدول لتحويل اليونسكو إلى أداة سياسية لخدمة أجنداتها، مؤكدًا أن رعاية كييف للأولويات الأوكرانية تصرف الانتباه والموارد عن المهام الإنسانية الأساسية للمنظمة. وأضاف أن الأزمة المالية التي أعقبت انسحاب الولايات المتحدة دون تسوية ديونها تهدد تنفيذ المشاريع الكبرى لليونسكو، ما قد يفرض اتخاذ إجراءات طارئة ودعم إضافي للبرامج.

يأتي تحذير روسيا في سياق النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، حيث امتدت الحرب إلى المجالات الثقافية والإعلامية والتعليمية. منذ اندلاع النزاع، تعرّضت العديد من المواقع التراثية في أوكرانيا للأضرار، بما في ذلك مركز أوديسا التاريخي، الذي صنّفته اليونسكو كموقع “في خطر” نتيجة عمليات التدمير والتعديلات على المعالم التاريخية. من جهة أخرى، يثير الجانبان أسئلة حول حماية الصحفيين وحرية الإعلام؛ إذ تشير روسيا إلى تعرض الصحفيين الروس لضغوط وأخطار دون متابعة دولية مناسبة.

وتشهد العلاقات بين روسيا والهيئات الدولية مثل اليونسكو توتراً مستمراً، إذ تتهم روسيا المنظمة بعدم الحيادية، وبتبني أجندات سياسية معينة، ما يؤثر على تركيز الموارد والجهود عن مهامها الإنسانية والثقافية الأساسية. هذه الخلفية توضح سبب إصرار روسيا على تسليط الضوء على قضايا الحقوق الثقافية والإعلامية، واعتبار أي تجاهل لهذه الملفات مؤشراً على ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي.