وول ستريت تعتبر تراجع أسهم الذكاء الاصطناعي فرصة للشراء وسط استقرار اقتصادي

عادت وول ستريت إلى الشراء بعد التراجع القصير الذي شهدته الأسهم نتيجة ضغوط أسهم الذكاء الاصطناعي، في وقتٍ يرى فيه المستثمرون أن كل انخفاض في السوق يمثل فرصة جديدة للشراء، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ .
فقد ارتفعت أسعار نحو 300 سهم ضمن مؤشر S&P 500 يوم الأربعاء، ما ساعد الأسهم الأميركية على الارتداد من موجة الهبوط الأخيرة التي أثارت القلق بشأن مدى ارتفاع تقييمات السوق وحساسيتها تجاه الأخبار السلبية. وفي الوقت نفسه، ارتفع البيتكوين بنسبة 2.5%، في حين انخفضت السندات الأميركية وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.14%.
وقال روبرت إدواردز من شركة Edwards Asset Management، في تصريح نقلته بلومبيرغ:
"بالنسبة للمستثمرين الذين يحتفظون بسيولة خارج السوق، فإن التراجع الأخير يبدو توقيتًا مناسبًا للشراء، خصوصًا لأولئك الذين يستثمرون على المدى الطويل. الأرباح تتفوق على الإيرادات من حيث النمو، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى توسّع في مضاعفات القيمة السوقية."
وراقب المتداولون أيضًا البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة، التي أظهرت أن قطاع الخدمات في الولايات المتحدة توسّع في أكتوبر بأسرع وتيرة منذ ثمانية أشهر بفضل ارتفاع الطلبات الجديدة. كما أظهرت التقارير زيادة في معدلات التوظيف في الشركات الأميركية، ما يشير إلى استقرار نسبي في سوق العمل.
في المقابل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها لن تزيد مبيعات السندات والأذونات طويلة الأجل حتى العام المقبل، مفضلةً الاعتماد أكثر على الأذونات قصيرة الأجل لتمويل العجز المالي وهو قرار كان متوقعًا على نطاق واسع من قبل المحللين.
ورغم الارتداد في السوق، حذّر التقرير من أن عددًا محدودًا من الأسهم هو الذي يقود المكاسب، في وقت بدأت فيه نبرة الاحتياطي الفيدرالي تميل نحو التشديد، مما قلل من تفاؤل المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة. كما أشار محللون إلى أن المؤشرات الفنية بدأت تُظهر إشارات تحذيرية تدعو إلى الحذر من المبالغة في التقييمات الحالية.
وقالت أولريكه هوفمان-بورخاردي، كبيرة الخبراء الاستراتيجيين في UBS لإدارة الثروات العالمية، في تصريحات لـ بلومبيرغ:
"بعد الارتفاع القوي خلال الأشهر الماضية، فإن بعض التصحيح أو التماسك السعري لا ينبغي أن يكون مفاجئًا. قد تؤدي حالة عدم اليقين السياسي وتقلّبات ثقة المستثمرين إلى مزيد من التقلبات، لكننا ما زلنا نعتقد أن الأسس الداعمة للموجة الصعودية ما زالت قائمة."
وأضافت أن ارتفاع تقييمات الأسهم لا يعني بالضرورة تصحيحًا وشيكًا، مشيرةً إلى أن التراجعات تحدث غالبًا عندما تتراجع أرباح الشركات، بينما تبقى العوائد المستقبلية مرتبطة بتوقعات الأرباح خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. كما أكدت أن القطاع التكنولوجي ما زال يتمتع بأسس مالية قوية.
واختتمت بقولها:
"نسب السعر إلى الأرباح المتوقعة للاثني عشر شهرًا المقبلة لدى شركات التكنولوجيا الكبرى اليوم أقل بكثير مما كانت عليه في ذروة فقاعة الإنترنت، كما أن الشركات الرائدة ما تزال تُبلغ عن طلبٍ قوي على خدمات وحوسبة الذكاء الاصطناعي، مع احتفاظها بميزانيات قوية وسيولة مرتفعة."
