الذكاء الاصطناعي يقود طفرة أرباح وول ستريت

تشهد أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) انتعاشًا لافتًا هذا العام، لكن هذا النمو يتركز بشكل كبير حول الشركات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي، ما يعكس ظاهرة جديدة أطلقت عليها بلومبيرغ وصف "الذكاء الاصطناعي يلتهم الأرباح.

ووفقًا للتقرير، فإن أرباح الشركات في المؤشر ارتفعت بنسبة 13.9% مقارنة بالعام الماضي، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 7.6%. حتى مع استبعاد شركات “السبعة الكبار” (Magnificent 7)، بلغت الزيادة نحو 11%، في إشارة إلى أن النمو لا يقتصر فقط على عمالقة التكنولوجيا، وإن ظلّ مرتبطًا بسردية الذكاء الاصطناعي.

غير أن الصورة ليست مشرقة بالكامل؛ فباستثناء شركتي أمازون وتسلا، يعاني قطاع السلع الاستهلاكية من ركود أرباح، فيما يواصل قطاع المواد الأساسية أداءه الضعيف رغم ارتفاع أسعار المعادن الثمينة. أما الشركات الصغيرة المدرجة في مؤشر راسل 2000، فقد سجلت زيادة هامشية في المبيعات بنسبة لا تتجاوز 1.1%.

وترى بلومبيرغ أن القوة الحالية في أرباح قطاعات أخرى مثل القطاع المالي تعود جزئيًا إلى انتعاش أنشطة التمويل والاستثمار المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ استفادت البنوك من ارتفاع التداولات وتدفقات الثروة الناتجة عن المضاربات في هذا المجال.

كما أن قطاع الصناعات يشهد بدوره انتعاشًا بسبب الطلب المتزايد على مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب نمو أرباح شركات الدفاع والطيران في ظل التوترات الجيوسياسية. لكن هذا الارتباط بين الذكاء الاصطناعي والدفاع يثير تساؤلات حول استدامة هذا النمو، وسط مخاوف من تحوّل سباق التسلح التكنولوجي إلى مؤشر تحذيري للأسواق.

وتنقل بلومبيرغ أيضًا إشارات تبعث على القلق من الاقتصاد الحقيقي، حيث أشار المدير المالي لشركة Booking Holdings إلى أن المسافرين بدأوا يفضلون رحلات أقصر وأكثر “حذرًا”، فيما أكد الرئيس التنفيذي لـChipotle أن وتيرة الإنفاق تراجعت بين جميع شرائح الدخل، خصوصًا لدى الشباب وذوي الدخل المتوسط والمنخفض.

وبذلك، يبدو أن اتساع قاعدة الأرباح لا يعني بالضرورة تنوع القصص الاقتصادية المحرّكة لها، إذ تبقى الشركات المرتبطة مباشرةً بالذكاء الاصطناعي هي المستفيد الأكبر من الزخم الحالي وهو وضع قد لا يدوم طويلًا، بحسب بلومبيرغ.