تخفيضات وظائف تاريخية تدعم توقعات خفض الفائدة.. و"وول ستريت" تسجل خسائر حادة

وول ستريت
شهدت أسواق الأسهم العالمية اليوم الخميس، وفي مقدمتها "وول ستريت"، حالة من التقلب الحاد، وذلك بعد ظهور مؤشرات قوية على تباطؤ سوق العمل الأميركي، إذ دفعت هذه المؤشرات الأسهم التقنية ذات التقييمات العالية والعملات المشفرة إلى تسجيل خسائر كبيرة، كما شهدت السندات ارتفاعاً ملحوظاً على خلفية تزايد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة.
في هذا السياق، قد أفادة وكالة بلومبيرغ، أنه نظراً لنقص البيانات الحكومية الرسمية بسبب الإغلاق الفيدرالي، اعتمد المستثمرون على القراءات الخاصة، حيث أظهر تقرير لشركة "شالينجير غري وكريسماس إينك"، أن الشركات قد أعلنت عن 153,074 تخفيضاً في الوظائف الشهر الماضي، الذي يعد أكبر عدد لأي شهر تشرين الأول/أكتوبر منذ عام 2003، وذلك بثلاثة أضعاف ما سُجل في الشهر نفسه من العام الماضي، مدفوعاً بقطاعي التكنولوجيا والتخزين.
وفي أعقاب هذه الأرقام، أوضحت بلومبيرغ أن أسواق المال باتت تشير ضمنياً إلى احتمال يبلغ حوالي 60 بالمئة لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الشهر التالي.
وفي هذا الإيطار، أكد إلياس حداد من "براون براذرز هاريمان وشركاه"، " على ان الشركة متمسكة برأيها بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقدم خفضًا متابعًا بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول لأن نسبة الاحتياطي الفيدرالي التقييدية يمكن أن تزيد من تفاقم خلفية التوظيف الهشة بالفعل.
في سياق آخر، أشارت بلومبيرغ إلى أن مؤشر "أس آند بي 500" وهو أحد أهم المؤشرات المالية في العالم، سجل انخفاضاً بنسبة 1 بالمئة، كما تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2 بالمئة، بينما قادت شركة تسلا "تسلا إينك" خسائر الأسهم العملاقة، فيما انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 3 بالمئة، وفي المقابل، تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات، ثماني نقاط أساس ليصل إلى 4.08 بالمئة.
في سياق متصل، أثارت هذه التوقعات بخفض الفائدة مخاوف بشأن سوق ممتد، خاصة وأن جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، كان قد نصح الشهر الماضي بعدم محاولة التنبؤ بمسار خفض الفائدة في عام 2025.
من جانبه، أعرب ئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي،عن قلقه من مواصلة تخفيضات أسعار الفائدة بسبب نقص بيانات التضخم أثناء الإغلاق.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال التوقعات تميل نحو التيسير، حيث تراهن أولريك هوفمان-بورتشاردي من "يو بي أس غلوبال ولث مانيجمينت" على أن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة مرتين أخريين بحلول أوائل عام 2026، مشيرة إلى أن أدلة تباطؤ سوق العمل ستستمر في التزايد، كما يجب أن تؤدي المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة.
على مقلب آخر، تظهر بيانات "ريفيليو لابس"، أن الولايات المتحدة خسرت 9,100 وظيفة غير زراعية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما أدى إلى تعزيز الشكوك حول تعافي التوظيف، حيث أعرب فايل هارتمان من "بي أم أو كابيتال ماركتس"، عن شكوك الشركة في حجة أن سوق العمل يشهد تسارعًا في نهاية العام.
و جاءت توقعات من شركة "والز فارغو آند كو"، تشير إلى أن الشركات القيادية، خاصة شركات التكنولوجيا الكبرى التي تركز على تمويل استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستسعى للاستفادة من ظروف التمويل المواتية لزيادة اقتراضها من سوق السندات الأميركية خلال العام المقبل.
