الصين تُحوّل الحجارة إلى ورق... ثورة بيئية في عالم الصناعة المستدامة

في خطوة تُعدّ اختراقًا بيئيًا بارزًا في مجال التصنيع المستدام، أعلنت الصين عن تطوير مادة بديلة للورق التقليدي لا تعتمد على الأشجار ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، في مسعى لمواجهة أزمة إزالة الغابات والتلوث الصناعي المتزايد.
وبحسب موقع EcoInnovaTech ومصادر بيئية متخصصة، ابتكر فريق من الباحثين الصينيين ما يُعرف باسم "ورق الحجر" (Stone Paper)، وهو منتج صُنِع أساسًا من كربونات الكالسيوم المستخرجة من رمال الصحارى والحجر الجيري، ما يتيح الاستفادة من الموارد المعدنية الوفيرة في المناطق الجافة.
تقوم التقنية على طحن المعادن إلى مسحوق ناعم جدًا، ثم مزجها بكمية محدودة من راتنج غير سام يعمل كمادة رابطة بين الجزيئات، لتنتج مادة بيضاء ناعمة تشبه الورق في الملمس والاستخدام، لكنها تتفوّق عليه من حيث المتانة والمرونة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع GreenFuture Daily، يمتاز الورق الحجري بعدة خصائص فريدة، أبرزها مقاومته للماء، وصعوبة تمزّقه، وإمكانية إعادة تدويره بسهولة، بالإضافة إلى أنه لا يحتاج إلى لبّ الخشب أو عمليات تبييض كيميائية، مما يُقلّل من الانبعاثات والملوّثات الصناعية التي ترافق صناعة الورق التقليدية.
وتُشير بيانات China Environmental Technology Review إلى أن الإنتاج التجريبي بدأ بالفعل في بعض المقاطعات الصينية، حيث يُستخدم الورق الحجري في تصنيع الدفاتر، والملصقات، ومواد التغليف الصديقة للبيئة، فيما تُجرى حاليًا اختبارات تجارية في الأسواق المحلية لقياس مدى قبول المستهلكين للمادة الجديدة.
أما من الناحية البيئية، فيؤكد خبراء الاستدامة وفقًا لمجلة Nature Asia أن هذا الابتكار يُمكن أن يُحدث تحولًا جوهريًا في قطاع الصناعات الورقية العالمي، إذ يقلل بشكل كبير من استهلاك المياه والاعتماد على الغابات، ما يجعله خيارًا مثاليًا للدول ذات الموارد المائية المحدودة.
ورغم أن الراتنج المستخدم يحتوي على نسبة ضئيلة من المكوّنات البلاستيكية، إلا أن أثره البيئي يبقى أقل بكثير من الورق العادي، وهو ما يجعل “ورق الحجر” تقنية انتقالية واعدة نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة بيئية.
