نومورا تتخلى عن مساعيها لإعادة إطلاق وحدة التداول لحسابها الخاص في لندن

تخلّت مجموعة نومورا القابضة (Nomura Holdings Inc.) عن خطتها لإعادة تشغيل وحدة التداول لحسابها الخاص في لندن، وذلك بعد أقل من عامين على بدء المشروع، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة على الأمر.
وكانت باميلا مسعد سكوت وجاكي ليونغ قد انضمتا إلى نومورا في مطلع العام الماضي بهدف إدارة تداولات لحساب الشركة الخاص، وهي ممارسة مثيرة للجدل خضعت لتشديدات تنظيمية صارمة في الولايات المتحدة وأوروبا عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008، بحسب بلومبيرغ. وقد كانت مسعد سكوت ترفع تقاريرها مباشرة إلى نات تايس، رئيس الأسواق العالمية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وذكرت المصادر أن نومورا قررت في وقت لاحق دمج وحدة التداول الجديدة ضمن أقسام الأسواق الأخرى في وقت سابق من هذا العام، لتغادر بعدها مسعد سكوت المصرف خلال الأشهر الماضية، وفقاً لبيانات الجهات التنظيمية التي استندت إليها بلومبيرغ.
وتُبرز هذه الخطوة مدى صعوبة مساعي نومورا لإعادة الانخراط في أنشطة التداول عالية المخاطر، رغم تعهد إدارتها بتحويل وحدة الأسواق العالمية إلى قسم أكثر استقراراً يركّز على خدمة العملاء. وكانت الشركة اليابانية قد تكبّدت خسائر تقارب 3 مليارات دولار في عام 2021 نتيجة انهيار صندوق Archegos Capital Management، كما واجهت في العام الماضي فضيحة “سبوفينغ” (التلاعب السعري) في اليابان، وفقاً لتقرير بلومبيرغ.
وقال ريك كارخانس، رئيس وحدة الأسواق العالمية في نومورا، في عرض تقديمي الشهر الماضي، إن الشركة “تحولت في السنوات الأخيرة” من خلال “إعادة بناء قاعدة عملائها”، مؤكداً أن نهج نومورا اليوم يقوم على “التركيز على العملاء ونمو قاعدة العلاقات المتنوعة”. وأوضحت الشركة في بيان عبر البريد الإلكتروني نقلته بلومبيرغ: “نحن نعمل وفق نموذج يركز على خدمة العملاء، ويبقى هدفنا الأساسي هو تطوير قاعدة عملائنا المتنوعة”.
وفي سياق متصل، أشارت بلومبيرغ إلى أن المشرّعين في الولايات المتحدة وأوروبا شددوا القيود على التداول لحساب المصرف الخاص بعد الأزمة المالية، عبر ما يُعرف بـ قانون فولكر (Volcker Rule) في الولايات المتحدة، والذي يمنع المصارف التي تتلقى ودائع من الانخراط في أنشطة المضاربة. أما في أوروبا، فقد أُلزمت مؤسسات مثل بي إن بي باريبا وسوسيتيه جنرال بفصل وحدات التداول لحسابها الخاص ضمن كيانات رأسمالية مستقلة.
وبحسب بيانات هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA) التي استشهدت بها بلومبيرغ، انضمت مسعد سكوت إلى نومورا في يناير من العام الماضي متخصصة في المراهنات على أسعار الفائدة والعملات. وقد سبق لها العمل في شركة تابعة لصندوق التقاعد الكندي Canada Pension Plan Investment Board، إضافة إلى صناديق التحوط Millennium Management وGraham Capital Management.
وبينما كانت وحدة التداول هذه منفصلة عن أقسام التعامل مع العملاء، كانت إدارة نومورا تأمل أن تساهم التجربة في تعزيز فهم الشركة لاستراتيجيات تداول جديدة. غير أن هذا التوجه بدا متعارضاً مع الاستراتيجية الأوسع التي تنتهجها الشركة منذ سنوات، والمتمثلة في تقليص الاعتماد على الصفقات عالية المخاطر لصالح توسيع قاعدة العملاء، حسب ما أوضحت بلومبيرغ.
يُذكر أن نومورا كانت قد أغلقت في عام 2017 وحدة تداول مكوّنة من عشرة أشخاص في لندن بعد تكبدها خسائر، إلا أنها أبقت على أنشطة تداول لحسابها الخاص ضمن نطاق محدود داخل وحدتها للأسواق العالمية، حيث لم تمثل سوى أقل من 1% من إيراداتها السنوية في السنوات الأخيرة، وفقاً لمصادر تحدثت لـ بلومبيرغ.
وكانت أنشطة التداول لحساب الشركة الخاص في صلب فضيحة “السبوفينغ” التي هزت نومورا العام الماضي، إذ وُجهت اتهامات للمتداول تاكوشي ساوادا بتنفيذ صفقات غير قانونية في سوق العقود الآجلة للسندات الحكومية اليابانية عام 2021، وقد وصفته السلطات التنظيمية آنذاك بأنه “موظف يشارك في التداول لحساب الشركة الخاص”، بحسب بلومبيرغ.
