ييل تضاعف ميزانية اللوبي إلى 300 ألف دولار ربعيًّا

تجنّبت جامعة ييل (Yale University) حتى الآن الحملة الصارمة التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مؤسسات التعليم العالي، والتي استهدفت جامعات النخبة مثل هارفارد وكولومبيا وبنسلفانيا، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم أمس الأحد.
في حين واجهت معظم الجامعات الأميركية الكبرى انتقادات وغرامات وقيودًا مالية من الإدارة الأميركية، بقيت جامعة ييل خارج دائرة الاستهداف، وهو ما أثار حالة من التساؤل والدهشة في أوساط الأساتذة والطلاب وأولياء الأمور داخل الحرم الجامعي في مدينة نيو هيفن بولاية كونيتيكت.
وقال إيفان موريس، أستاذ الأشعة في الجامعة: "هذا هو السؤال الذي يشغل الجميع. نحن ننتظر الخطوة التالية ونحاول فهم سبب استثناء ييل من الهجمات السياسية."
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة الجامعة موري ماكإنيس، التي تولت منصبها في صيف عام 2024، اتبعت نهجًا هادئًا ومتوازنًا سياسيًا مقارنة برؤساء جامعات آخرين، إذ امتنعت إدارتها عن التعليق على معظم القضايا السياسية المثيرة للجدل، وهو ما اعتبرته إدارة ترامب خطوة إيجابية. كما أسست مركزًا للتربية المدنية لتعزيز “الحوار المدروس”، ودعمت معهد باكلي، وهو نادٍ طلابي محافظ يحمل اسم المفكر الأميركي المحافظ ويليام باكلي الابن.
وذكرت وول ستريت جورنال أن ماكإنيس ضاعفت ميزانية الضغط السياسي (اللوبي) إلى أكثر من 300 ألف دولار في الربع الواحد، وافتتحت مكتبًا دائمًا لجامعة ييل في واشنطن لتنسيق التواصل مع المشرّعين والدفاع عن مصالح الجامعة.
وبحسب التقرير، فإن إدارة ترامب أشادت بموقف ييل عندما اتخذت إجراءات حازمة ضد ناشطين مؤيدين لفلسطين بعد احتجاجهم على زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في نيسان/ أبريل الماضي، حيث سحبت الجامعة ترخيص مجموعة “Yalies4Palestine” بسبب “انتهاكها الواضح لقواعد الاحتجاج”. ووصفت الإدارة الأميركية آنذاك قرار الجامعة بأنه “خطوة مشجعة” ضد “التعصب ومعاداة السامية”.
وأضافت الصحيفة أن تصنيف ييل في مجال حرية التعبير تحسّن بحسب مؤسسة FIRE المعنية بحرية التعبير الأكاديمي، وهو مؤشر تحرص إدارة ترامب على متابعته عن كثب.
ورغم هذا الحذر، لم تسلم ييل من بعض الأضرار، إذ تكبّدت خسائر مالية بعد فرض ضريبة بنسبة 8% على الهبات الجامعية، إضافة إلى تجميد بعض التمويلات البحثية الفدرالية، لكنها تجنّبت العقوبات المباشرة التي طالت جامعات أخرى.
وفي الوقت الذي اتخذ فيه رؤساء جامعات مثل هارفارد وبرينستون وكولومبيا مواقف علنية ضد سياسات ترامب، اختارت ماكإنيس الحياد الحذر، مفضّلة الحفاظ على علاقة متوازنة مع الإدارة الأميركية لحماية مصالح الجامعة الأكاديمية والمالية.
