Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

تحذيرات عالمية: تدفّقات بـ423 مليار دولار وارتفاع 30% للأسواق الناشئة يرفعان مخاطر “ازدحام التداولات” في 2025

freepik__the-style-is-candid-image-photography-with-natural__82468

يحذّر عدد من مديري الصناديق العالمية من مخاطر ازدحام التداولات في الأسواق الناشئة، بعدما أصبحت بعض الرهانات الأكثر شعبية في عام 2025 ومنها الاستثمار في الريال البرازيلي والأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي عرضة لتقلبات مرتفعة واحتمالات تصحيح مفاجئ، وفق تقرير نشرته بلومبيرغ.

وترى Wells Fargo Securities أن تقييمات عملات أميركا اللاتينية، التي كانت من أبرز المستفيدين من صفقات الكاري تريد هذا العام، باتت منفصلة عن الأساسيات الاقتصادية. أما Fidelity International فتبدي قلقاً من الأسواق الأقل سيولة في إفريقيا، معتبرة أنها قد تتعرض لهزات قوية إذا ارتفعت التقلبات عالمياً. وفي السياق نفسه، تحافظ Lazard Asset Management على حذرها بعد موجة البيع الحادة التي ضربت أسهم التكنولوجيا الآسيوية في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر وهي الأكبر منذ نيسان/ أبريل.

يقول بريندان ماكينا، الخبير الاقتصادي والمحلل الاستراتيجي للعملات لدى Wells Fargo في نيويورك: “المستثمرون متساهلون أكثر من اللازم تجاه الأسواق الناشئة. تقييمات العملات متضخّمة ولا تعكس المخاطر المحيطة. قد يستمر الأداء الجيد على المدى القصير، لكني أرى أن التصحيح قادم لا محالة.”

ويأتي هذا التحذير بعد موجة صعود قوية اعتمدت على خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي وضعف الدولار وطفرة الذكاء الاصطناعي، ما دفع تدفقات كبيرة نحو الأسواق الناشئة ورفع مستويات التقييم إلى درجات مقلقة. هذه التدفقات نفسها باتت تشكّل خطراً في حال حصول انسحابات مفاجئة قد تهزّ ثقة المستثمرين عالمياً وتضغط على السيولة.

وفقاً لمسح فصلي أجرته HSBC على 100 مستثمر يديرون 423 مليار دولار من أصول الأسواق الناشئة، ارتفعت نسبة من لديهم مراكز شراء صافية في السندات المحلية إلى 61% في أيلول/ سبتمبر بعد أن كانت سلبية (-15%) في حزيران/ يونيو. كما يتجه مؤشر بلومبيرغ لبلدان الأسواق الناشئة نحو تحقيق أفضل عائد سنوي منذ ست سنوات.

وفي الأسهم، ارتفع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة كل شهر منذ بداية العام وحتى تشرين الأول/أكتوبر وهو أطول مسار صعودي منذ أكثر من 20 عاماً وبزيادة تقارب 30% ليكون في طريقه لأفضل أداء منذ 2017 حين قفز 34%. لكن هذا الازدهار قد يتبعه هبوط قوي كما حصل عام 2018 عندما أدت تشدد السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتصاعد الحرب التجارية وارتفاع الدولار إلى هبوط 17%.

ويقول أنتوني كيتل، مدير المحافظ في RBC BlueBay، إن اقتراب نهاية العام قد يدفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، مما يزيد من تقلبات أسواق العملات والسندات المحلية.

أسهم التكنولوجيا الآسيوية… تحذير عملي

شهد المستثمرون في آسيا مثالاً مباشراً على مخاطر الازدحام، إذ هوت أسهم الذكاء الاصطناعي المرتفعة فجأة هذا الشهر. وعلى الرغم من تراجع عالمي في قطاع التكنولوجيا، يرى المحللون أن المخاطر في آسيا أكبر بسبب الوزن الثقيل للقطاع في مؤشرات الأسهم هناك.

أبرز الأمثلة مؤشر كوسبي الكوري، أفضل مؤشر رئيسي أداءً في العالم لعام 2025 بعد ارتفاع يقارب 70%. ومع ارتفاع التقلّبات، هبط المؤشر بأكثر من 6% في جلسة واحدة قبل أن يقلص نصف الخسائر. وتقول تشارو تشانانا، كبيرة الاستراتيجيين في Saxo Markets، إن “التمركز في أسهم الذاكرة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في كوريا أصبح ضيقاً للغاية.”

ويتشارك روهيت تشوبرا، مدير المحافظ لدى Lazard، هذا القلق بعد موجة البيع الأخيرة، مشيراً إلى أن الشركات الأقل جودة تتفوق على الشركات ذات الجودة العالية وهو نمط تاريخياً لا يستمر طويلاً، وقد يعكس نفسه إذا بقيت المراكز الاستثمارية شديدة التركّز. وقد حقق صندوقه Lazard Emerging Markets Equity Portfolio عائداً بلغ 23% خلال ثلاث سنوات، متفوقاً على 95% من نظرائه.

تضخم مراكز الكاري تريد في أميركا اللاتينية

يظهر التراجع في معنويات المتداولين بوضوح في سوق الخيارات، إذ أصبحت العقود تُسعّر المخاطر في الريال البرازيلي بشكل متزايد بعد أن حقق عائداً يقارب 30% هذا العام من خلال الكاري تريد.

وارتفع مؤشر ثلاثة أشهر لعقود المخاطر الاتجاهية (risk reversals) إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات. ويقول ألفارو فيفانكو، رئيس الاستراتيجية في TJM FX، إن الريال مثال واضح على أصل مالي حقق صعوداً قوياً ثم أصبح مكتظاً بالمستثمرين، إضافةً إلى تجدد المخاوف المالية لدى البرازيل.

وتبدو عملات أخرى مثل البيزو التشيلي والمكسيكي والكولومبي مرتفعة أكثر من اللازم. فالبيزو الكولومبي مثلاً عند أعلى مستوى في سبع سنوات مقارنة بسلة عملات الشركاء التجاريين، وبمقدار انحراف معياري واحد فوق متوسطه لعشر سنوات، بينما يقف البيزو المكسيكي عند 1.4 انحراف معياري فوق متوسطه التاريخي.

سندات الأسواق الحدودية… مخاطر الخروج المفاجئ

استفادت بعض أسواق الديون الحدودية مع تراجع جاذبية الأصول الأميركية، لكن Fidelity International تحذر من مخاطر كبيرة فيها.

ويقول فيليب فيلدينغ، مدير المحافظ في فيديليتي: “أكثر ما يقلقني هو الأسواق التي يمكن لخروج سريع للمستثمرين أن يطغى فيها على حجم الطلب الطبيعي.”
وتشمل هذه الأسواق مصر وساحل العاج وغانا، المعروفة بانخفاض سيولتها عندما ترتفع التقلّبات.

ويقود فيلدينغ صندوق Fidelity Emerging Market Debt Fund البالغ حجمه 538 مليون دولار، والذي حقق عائداً يقارب 12% خلال ثلاث سنوات، متفوقاً على 84% من الصناديق المنافسة.