جيـف بيزوس يعيد صياغة فلسفته الإدارية داخل شركة ذكاء اصطناعي ناشئة بتمويل 6 مليارات دولار

تشير معلومات نشرتها بلومبيرغ إلى أن جيف بيزوس، مؤسس أمازون وأحد أبرز القادة التنفيذيين في تاريخ التكنولوجيا، عاد ليلعب دوراً مباشراً في إدارة شركة ناشئة تعمل في الذكاء الاصطناعي تحمل اسم Project Prometheus. وبحسب ما نقلته بلومبيرغ اعتماداً على تقرير نيويورك تايمز، فإن بيزوس، الذي صقل فلسفته الإدارية داخل مؤسسة عملاقة يتجاوز عدد موظفيها 1.6 مليون شخص، يطبّق الآن مبادئه على شركة لا يتجاوز عدد العاملين فيها بضع عشرات.

وتوضح بلومبيرغ أن الشركة الجديدة، التي أسسها بيزوس إلى جانب العالم فيك باجاج، تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الهندسة والتصنيع في قطاعات مثل الطيران والسيارات، وتمتلك تمويلاً يصل إلى 6.2 مليارات دولار شارك بيزوس نفسه في جزء كبير منه. وقد استقطبت الشركة عدداً من المواهب البارزة من مختبرات مثل OpenAI وGoogle DeepMind، كما أفادت بلومبيرغ في سردها لمراحل بناء الفريق.

ويبرز في تغطية بلومبيرغ أن بيزوس عاد إلى منصب تنفيذي رسمي لأول مرة منذ تخليه عن إدارة أمازون عام 2021، وذلك في حقبة تتغير فيها قواعد الإدارة التقليدية تحت تأثير شخصيات مثل إيلون ماسك وجنسن هوانغ وبريان تشيسكي. ولعل أبرز هذه التحولات — وفقاً لبلومبيرغ — هو صعود الشركات “الأصلية في الذكاء الاصطناعي” التي تعتمد على فرق صغيرة للغاية مقارنة بحجم التأثير.

وتشير بلومبيرغ إلى أن بعض مبادئ بيزوس قد تحتاج إلى تحديث في عصر الذكاء الاصطناعي، مثل اعتماده الشهير على مذكرات سردية طويلة تُقرأ بصمت في الاجتماعات، في وقت أصبح بإمكان الموظفين استخدام أدوات التوليد اللغوي لكتابتها بسهولة. ومع ذلك، تبقى فلسفته القائمة على الحِدة في المنافسة، والالتزام بالنتائج، وبناء فرق “عالية الكثافة بالمواهب”، منسجمة تماماً مع ثقافة الشركات الأسرع نمواً اليوم، كما لاحظت بلومبيرغ.

وتعيد التغطية التأكيد على مجموعة من الأسس الإدارية التي ارتبطت باسم بيزوس لسنوات: قاعدة “البيتزا الواحدة” لبناء فرق صغيرة، التفريق بين القرارات القابلة للعكس وغير القابلة له، التركيز على النتائج بدلاً من الإجراءات، وتبنّي ممارسات مثل “رفع السقف” في التوظيف أو عرض المال على الموظفين للانسحاب من وظائف لا يريدونها حقاً— وهي كلها أفكار استعرضتها بلومبيرغ ضمن تحليلها.

ولفتت بلومبيرغ أيضاً إلى أن بيزوس يضع قيمة كبيرة على المرونة والقدرة على الغوص في التفاصيل، وهي صفات تبناها منذ سنوات في أمازون، حيث كان يحث القادة على فحص العمل بعمق وعدم sugar-coating الحقائق. ورغم انتقادات لسلوكه المباشر والحاد في الاجتماعات، عُرف عنه أيضاً استخدام الضمير “نحن” عند الحديث عن الإنجازات، في رسالة منه بأن الفوز جماعي، وهو ما سلّطت عليه الضوء بلومبيرغ في مراجعتها لأسلوبه القيادي.

وتختم بلومبيرغ تحليلها بالإشارة إلى أنّ نجاح مشروع Prometheus، إن تحقق، سيكون اختباراً عملياً لمدى قدرة فلسفة بيزوس الإدارية — التي نشأت داخل شركة عملاقة — على العمل داخل بيئة ناشئة فائقة السرعة تعمل في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي.