Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

نتائج إنفيديا وبيانات الوظائف الأميركية المتأخرة تختبر وول ستريت

IMG_9454

نقلاً عن وول ستريت جورنال اليوم الثلاثاء، بدأت الرؤية الضبابية المحيطة بالاقتصاد الأميركي وبمستقبل طفرة الذكاء الاصطناعي بالانحسار تدريجاً، بعد فترة من التدقيق الحاد في استثمارات التكنولوجيا وغياب البيانات الفيدرالية خلال أطول إغلاق حكومي في تاريخ أميركا.

وقالت وول ستريت جورنال إن الأسواق تترقّب تقريرين أساسيين سيحددان اتجاهها للفترة المقبلة: نتائج “إنفيديا” التي ستُعلن بعد جرس الإغلاق يوم الأربعاء، والتقرير المتأخر للوظائف الأميركية لشهر أيلول/سبتمبر، والمقرر صدوره الخميس صباحاً. وتشير الصحيفة إلى أن النتائج ستقدّم مؤشراً مباشراً على الطلب على الشرائح الإلكترونية التي كانت حجر الأساس في موجة الذكاء الاصطناعي التي رفعت الأسواق وساعدت في دعم الاقتصاد. ويأتي ذلك بعدما سجّلت الأسواق أكبر تراجع لها منذ نيسان/أبريل حين أحدثت مقترحات الرسوم الجمركية للرئيس دونالد ترامب تقلبات واسعة في الأسهم والسندات.

وأوضحت وول ستريت جورنال أن تراجع سهم “إنفيديا” دفع المؤشرات إلى الهبوط، وسط قيام صندوق التحوّط التابع لبيتر ثيل وجهات أخرى ببيع الأسهم، ما أدّى إلى امتداد الاضطراب من شركات الذكاء الاصطناعي إلى العملات المشفّرة والذهب وسواها. حتى رهان وارن بافيت الأخير على “غوغل/Alphabet” لم يوقف موجة التراجع. ورغم أن السوق الأميركية مرتفعة التقييم عادةً، فقد شهدت سابقاً تراجعات مشابهة سرعان ما كانت تُقابل بعمليات شراء وفرص رخيصة، بينما تواصل شركات التكنولوجيا تحقيق الأرباح ويستمر الاقتصاد بالحركة. وقال مارك هاكت، كبير محللي الاستراتيجيا في “Nationwide”: “بوجود هذا القدر من الضبابية أو غياب الشفافية، أسهل ما يمكن أن يفعله المستثمرون هو الابتعاد قليلاً. وهنا تبدأ العاطفة والتقلبات، ليس لأن الأمور واضحة لهم، بل لأنها ليست كذلك”.

وبحسب وول ستريت جورنال، لا يزال مؤشر S&P 500 مرتفعاً بنسبة 13% منذ بداية العام، ويتراجع فقط 4% عن أعلى مستوى سجّله مؤخراً، غير أن بعض الإشارات الفنية تُظهر أن التقلبات قد تستمر هذه المرة. وللمرة الأولى منذ 138 جلسة، هبط مؤشرا S&P 500 وناسداك دون متوسطهما المتحرّك لـ50 يوماً، وهو ما يعتبره المحللون الفنيون تحذيراً لاتجاه السوق.

وقالت كايتي ستوكتون، مؤسسة “Fairlead Strategies”: “الأوضاع مختلفة هذه المرة، والتراجع الحالي أكثر جدّية”. ووفق الصحيفة، تراجعت المؤشرات الرئيسية بقوّة بداية جلسة الثلاثاء قبل أن تعوّض جزءاً من خسائرها، إذ هبط S&P 500 بنسبة 0.8%، وتراجع ناسداك 1.2%، وانخفض داو جونز 1.1%، أي ما يقارب 500 نقطة. ويُعدّ تراجع داو جونز بنسبة 4.5% خلال أربعة أيام التداول الأخيرة أكبر تراجع له من إغلاق قياسي منذ عام 1999.

وتضيف وول ستريت جورنال أنه قبل أسابيع فقط، بلغت موجة الذكاء الاصطناعي ذروتها وجعلت “إنفيديا” أول شركة في السوق بقيمة 5 تريليونات دولار. لكن الإنفاق الضخم في وادي السيليكون، ولا سيما على البنية التحتية المعتمدة بشكل متزايد على الديون، بدأ يُثير القلق بشأن العائدات المتوقعة. وقد ضخّ خمسة من كبار مشغّلي مراكز البيانات — “ميتا”، “أوراكل”، “Alphabet”، “مايكروسوفت” و”أمازون” — ما مجموعه 106 مليارات دولار في النفقات الرأسمالية خلال آخر نتائج فصلية، وفقاً لبيانات “داو جونز ماركت داتا”.

وأظهر استطلاع بنك أوف أميركا لشهر تشرين الثاني/نوفمبر أن 45% من مديري الصناديق يعتبرون فقاعة الذكاء الاصطناعي الخطر الأكبر على الأسواق، مقارنة بـ11% فقط في أيلول/سبتمبر. وأكثر من نصف المستثمرين قالوا إن أسهم الذكاء الاصطناعي دخلت فعلاً في مرحلة فقاعة.