Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

بريطانيا تواجه ضعف الإنتاجية بينما بايلي يرى رييفز عاجزة عن تحفيز النمو

.

تعهدت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل رييفز بتحفيز الإقتصاد منذ دخولها داونينغ ستريت، لكنها لم تحقق أي تأثير ملموس حتى الآن، بحسب بلومبيرغ اليوم السبت. محللون وخبراء إقتصاديون يشيرون إلى أن النمو الضعيف في المملكة المتحدة لا يرتبط فقط بالسياسات الحكومية، بل بعوامل هيكلية أوسع تتعلق بالإبتكار التكنولوجي.

محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي، الذي كان مؤرخًا إقتصاديًا قبل إنضمامه للبنك، قال أن الإقتصاد البريطاني يعاني منذ الأزمة المالية من ضعف إنتاجية غير مسبوق في زمن السلم منذ القرن التاسع عشر. وأوضح أن النمو على جانب العرض يحدث على شكل موجات مدفوعة بالإبتكارات التكنولوجية الكبرى، مثل المحرك البخاري والكهرباء والإنترنت، وأن التأثير السياسي للريفيز محدود في مواجهة هذه القوى الأوسع، حسب ما نقلت بلومبيرغ.

إستشهد بايلي بأفكار الإقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر حول موجات الإبتكار والتدمير الإبداعي، حيث تستبدل الشركات غير الفعالة بمبتكرين أكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أن أحدث الإبتكارات مثل تكنولوجيا المعلومات والإنترنت لم تعد تحقق مكاسب إنتاجية كبيرة، مما يترك المملكة المتحدة وإقتصادات متقدمة أخرى بنمو ضعيف.

وأوضحت بلومبيرغ أن معدل الإنتاجية في المملكة المتحدة نما بنسبة 2.3% سنويًا بين 1991 و2007، لكنه تباطأ إلى 0.3% بين 2008 و2024، ما ساهم في زيادة الدين العام إلى حوالي 100% من الناتج المحلي الإجمالي، بدلًا من 82% لو إستمر الإقتصاد بمعدل نمو سابق يبلغ 2.5%. ويشير البنك إلى أن العودة إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية غير مرجحة في ظل التحديات العالمية مثل الحواجز التجارية وشيخوخة السكان.

ويرى بايلي أن الذكاء الإصطناعي هو المرشح الأبرز للإبتكار الكبير التالي الذي قد يحرك عجلة الإنتاجية، مشددًا على أهمية توجيه السياسات الحكومية لدعم هذه التقنية. ومع ذلك، يرى خبراء مثل ديفيد أيكمان أن ضعف الإنتاجية في المملكة المتحدة يعود جزئيًا إلى عوامل محلية مثل تقلب السياسة، وضعف الإستثمار العام والخاص، والفجوة بين الشركات المتبنية للتكنولوجيا وتلك المتأخرة، ما يجعل إجراءات رييفز مثل تخفيف القيود التنظيمية مفيدة فقط بشكل محدود، حسب بلومبيرغ.

وأشار إقتصاديون آخرون إلى أن الذكاء الإصطناعي قد يمثل فرصة كبيرة للمملكة المتحدة، حيث يمكن إستخدامه لتعويض العمالة وزيادة الإنتاجية دون زيادة التوظيف، مع توقع تحقيق مكاسب إنتاجية أكبر على المدى المتوسط، رغم وجود صعوبات مؤقتة للعمال نتيجة التدمير الإبداعي الذي وصفه شومبيتر، حسب بلومبيرغ.

بريطانيا تواجه ضعف الإنتاجية بينما بايلي يرى رييفز عاجزة ... | Ektisadi.com | Ektisadi.com