الأسواق الأوروبية تتصدر الأداء العالمي للأسهم في 2025 بارتفاعات قياسية

سجلت أسواق الأسهم الأوروبية أداءً نادرًا هذا العام، حيث جاءت 10 من بين أفضل 20 سوقًا عالميًا ارتفاعًا بالدولار، مع تصدر أسواق مثل المجر وسلوفينيا وجمهورية التشيك قائمة الأكثر مكاسب، محققة ارتفاعات تجاوزت 60%.

وجاء هذا التفوق الأوروبي مفاجئًا للمحللين، الذين توقعوا أداءً ضعيفًا للأسواق الأوروبية مقابل التفوق الأمريكي على وول ستريت. وتأتي ألمانيا، أحد أكبر الأسواق الأوروبية، في مقدمة الأداء القوي بارتفاع نسبته 20% باليورو و34% بالدولار، بينما يقترب مؤشر ستوكس 600 من أكبر تفوق له على مؤشر S&P 500 منذ 2006.

ويعزو محللون جزءًا من الأداء القوي إلى قوة اليورو، الذي ارتفع 12% مقابل الدولار، إضافة إلى تحفيزات حكومية ألمانية بقيمة مليارات الدولارات على الدفاع والبنية التحتية، وتراجع التضخم الذي سمح للبنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة أسرع من نظيره الأمريكي.

وقال نيك لوكس، رئيس تداول الأسهم الدولية في بنك أمريكا: "في بداية العام، كان المستثمرون مترددين بشأن الأسهم الأوروبية، لكن الأداء المتميز أجبرهم على المشاركة، وهناك مجال لمزيد من التفوق العام المقبل."

وتصدر قطاع البنوك الأوروبية الارتفاعات بارتفاعات بلغت 67%، مدفوعة بأرباح قوية ونشاط متزايد في عمليات الدمج والاستحواذ، فيما استفادت أسهم الدفاع والطاقة المتجددة من زيادة الإنفاق العسكري والطلب على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. كما سجلت الأسهم الفاخرة مثل LVMH وأسهم التعدين أداءً قويًا، مدعومة بانتعاش الطلب الاستهلاكي وارتفاع أسعار المعادن.

ويتوقع المحللون نمو أرباح شركات Stoxx 600 بنسبة 11% العام المقبل، مقابل 13% متوقعة لشركات S&P 500 في 2026، إلا أن بعض الاستراتيجين يحذرون من التفاؤل المفرط بسبب استمرار عدم اليقين السياسي في فرنسا وتأثير التحفيز الألماني والمنافسة الصينية.

رغم الارتفاعات، تبقى الأسهم الأوروبية جذابة من حيث التقييم، حيث يتداول مؤشر Stoxx 600 بخصم 35% مقارنة بمؤشر S&P 500 بناءً على نسب السعر إلى الأرباح المستقبلية، ما يفتح المجال لتحقيق مكاسب إضافية إذا تحسنت الأرباح. كما جذبت صناديق الأسهم الأوروبية حوالي 52 مليار دولار هذا العام، في تحول واضح عن التدفقات الخارجة البالغة 66 مليار دولار العام الماضي.