اقتصاد اليابان الصامد أمام التضخم يزدهر رغم ارتفاع الأسعار

بينما يمثل التضخم القلق الأكبر في اليابان، يشهد قطاع من الاقتصاد نمواً مستمراً يبدو محصناً ضد ارتفاع الأسعار، يتمثل في نجوم البوب وصانعي المحتوى على يوتيوب والشخصيات الكرتونية.

المصطلح الياباني أوشيكاتسو أصبح على ألسنة الجميع في الأشهر الأخيرة، من التنفيذيين إلى بنك اليابان، ويشير إلى دعم الفنان أو الشخصية المفضلة للمعجبين. ويمكن تشبيهه بشغف معجبي النجمة العالمية تايلور سويفت، الذين يشترون منتجاتها ويسافرون لحضور حفلاتها، إلا أن هذه الشغف يمكن توجيهه لأي شخص، سواء كان حقيقياً أو خيالياً نقلا عن وكالة بلومبيرغ.

وقال توموكوني تسوجي، الرئيس التنفيذي لشركة Sanrio، لصحيفة نيكاي، إن المستهلكين كانوا سابقاً ينفقون دخلاً إضافياً على أوشيكاتسو والترفيه، لكنه أصبح الآن فئة إنفاق مستقلة لا تتأثر بارتفاع الأسعار. وأظهرت دراسة أن غالبية المشاركين قالوا إن التضخم أو ضعف الين لم يؤثر على إنفاقهم في هذا القطاع، بخلاف قطاعات أخرى.

ويقدر حجم صناعة أوشيكاتسو بنحو 3.5 تريليون ين، حوالي 22.4 مليار دولار، ويشارك حوالي 10% من سكان اليابان فيها، مع سيطرة المراهقات على أكثر من 50% من هذه السوق، ما يجعل تأثيرهن حاسماً في تحديد الرواج. وقد لاحظ البنك المركزي هذا النشاط في تقريره ربع السنوي ساكورا حول الاقتصاد الإقليمي، مشيراً إلى أن المبيعات لا تزال قوية رغم رفع الأسعار، مدعومة بالطلب الكبير على أوشيكاتسو.

نشأ المصطلح من ثقافة الأوتاكو المرتبطة بفرق الأيدول مثل AKB48 في أواخر العقد الأول من الألفية، حيث كان المعجبون يشترون نسخاً متعددة من نفس الأسطوانة لتعزيز فرص فنانهم المفضل في التصويت السنوي، وهو ما كان يحمل طابع الهوس.

وقالت ناتسوه تادا، مؤسسة ورئيسة شركة Oshicoco المتخصصة في دعم وتحليل ثقافة المعجبين، إن المصطلح أصبح خلال جائحة كوفيد-19 أكثر شمولية وقبولاً اجتماعياً، مع توجه الناس للإنفاق على المقتنيات والانخراط في المجتمعات الافتراضية. وأضافت أن النشاط ينطوي على مستوى من الإيثار والدعاية، مؤكدة أن الهدف هو دعم الفنان المفضل والترويج له، وليس لمصلحة الشخص نفسه، مشيرة إلى أنها نفسها تدعم الممثلين التايلانديين.