الأسهم العالمية ترتفع مع استقرار بيتكوين وترقّب خفض الفائدة الأميركية

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الثلاثاء بعد انحسار موجة الهروب من الأصول عالية المخاطر، فيما استقرت بيتكوين عقب تراجع حاد تجاوز 5%، ما ساهم في تهدئة الأسواق قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وحسب وكالة بلومبيرغ، صعدت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.3%، فيما ارتفعت عقود ناسداك 100 بنسبة 0.4%. كما سجّلت الأسهم الأوروبية والآسيوية مكاسب متوازية. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 4.11%، بينما استقر الدولار قرب مستوياته السابقة.
وجاء هذا التحسن بعد بداية متذبذبة للشهر الذي يُعد عادةً قوياً للأسهم، إذ يتجه المستثمرون الآن إلى اجتماع الفيدرالي بحثاً عن إشارات حول مسار أسعار الفائدة، في ظل توقعات واسعة بخفض مرتقب.
ويرى مديرو صناديق في أوروبا أن غياب محفزات قوية يدفع المستثمرين إلى تبنّي موقف الانتظار والترقب قبل اجتماع الفيدرالي، مع متابعة بيانات الوظائف والتضخم الأميركية عن كثب.
وتأتي التحركات في أعقاب شهر تشرين الثاني/نوفمبر المتقلب، حين زاد الإقبال على القطاعات الدفاعية وسط مخاوف من تأثير التقييمات المرتفعة على المكاسب التي تقودها التكنولوجيا. ورغم بقاء الأسهم العالمية قرب مستويات قياسية، فإن شهية المخاطرة تبدو أكثر حذراً مقارنة بالفترة الماضية.
ويحذّر محللون من أن أي مفاجأة متشددة من الفيدرالي قد تضغط على الأسهم، رغم استمرار الرهانات على التيسير النقدي، بدعم من بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع وتصريحات مسؤولي الفدرالي التي مالت في الفترة الأخيرة نحو خفض الفائدة.
ويرى محللون في 22V Research أن قوة الاقتصاد الأميركي واستمرار موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قد تدعمان الإنتاجية ونمو الأرباح، وهو ما قد يساعد على تمديد المكاسب في الأسواق.
وأظهرت بيانات S3 Partners أن البائعين على المكشوف في الأسهم الأميركية تكبّدوا خسائر تُقدّر بنحو 80 مليار دولار في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/ نوفمبر، ما محا معظم الأرباح التي حققوها في وقت سابق من الشهر والتي بلغت نحو 95 مليار دولار.
وفي أسواق السلع، تراجعت أسعار الفضة بعد وصولها إلى مستوى قياسي، وسط مؤشرات تقنية على دخولها منطقة تشبّع شرائي، فيما انخفض النحاس بفعل توقعات بانحسار الطلب الصيني خلال فصل الشتاء، ما قد يخفف من أزمة نقص الإمدادات العالمية.
ويشير محللو بلومبيرغ إلى أن استقرار بتكوين بعد تراجعها الحاد يتماشى مع أنماط سابقة سبق أن تبعتها موجات تعافٍ نحو مستويات مرتفعة جديدة، مع توقّعات بأن يسهم خفض الفائدة المحتمل من الفيدرالي في دعم الأصول الرقمية خلال العام المقبل.
