الأسهم الآسيوية ترتفع بحذر وسط ترقّب عالمي لخفض الفائدة

افتتحت الأسواق الآسيوية تداولات يوم الإثنين في كانون الأول / ديسمبر على ارتفاعات طفيفة، في بداية أسبوع حافل بقرارات مالية مؤثرة عالمياً، إذ يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أميركا الذي تتجه التوقعات إلى أنه سيقر خفضاً جديداً في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ورغم أن المكاسب جاءت محدودة، إلا أن هذا الارتفاع يعكس حالة ترقّب حذرة في الأسواق، مع غياب محفزات قوية قادرة على دفع المؤشرات خارج النطاق الضيق الذي يسيطر منذ أيام.
وبحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ، صعد مؤشر إم إس سي آي لأسهم آسيا بنسبة 0.2%، مدعوماً بمكاسب قطاع التكنولوجيا، بينما سجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية ارتفاعات محدودة، بالتزامن مع تراجع طفيف في مؤشر الدولار. وفي اليابان، أظهرت البيانات النهائية أن الاقتصاد انكمش خلال الربع الثالث بنسبة 2.3% على أساس سنوي، مقارنة بالتقدير الأولي عند 1.8%، نتيجة ضعف الاستثمار والإنفاق، ما يضع تحديات إضافية أمام بنك اليابان قبل اجتماعه المرتقب، رغم أن التوقعات لا تزال تشير إلى التمسك بالرفع التدريجي للفائدة.
وتركّز الأسواق العالمية على نبرة الفدرالي أكثر من قرار الخفض نفسه، خصوصاً أن مؤشرات الأسهم العالمية ما تزال تتحرك قرب مستويات تاريخية مرتفعة، وسط تخوّف من تضخم موجة الصعود المدفوعة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ويترقب المتعاملون تصريحات جيروم باول لمعرفة ما إذا كان البنك سيتبنّى لهجة حذرة تدفع الأسواق لإعادة تسعير توقعات الفائدة خلال 2026.
وتزايد التوتر بين الصين واليابان خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد إعلان طوكيو أن طائرات صينية فعّلت رادارات توجيه النيران نحو مقاتلات يابانية، في خطوة اعتُبرت تصعيداً خطيراً. هذا التطور دعم ارتفاع أسهم شركات الدفاع في البلدين. وفي الصين، ارتفع مؤشر سي إس آي 300 بأكثر من 1%، مستفيداً من زيادة صادرات البلاد في تشرين الثاني / نوفمبر بنسبة 5.9% بالدولار الأميركي، ما أعطى إشارة إيجابية بشأن تحسن النشاط الاقتصادي.
وفي أوروبا، لوّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإمكانية اتخاذ إجراءات قوية ضد الصين، قد تشمل فرض رسوم إضافية، إذا لم تُعالج بكين الخلل المتزايد في الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي، وهو تطور قد يزيد من حدّة التوتر التجاري بين الجانبين.
وفي أسواق المعادن والطاقة، واصل الذهب ارتفاعه بدعم من مواصلة البنك المركزي الصيني زيادة احتياطاته للشهر الـ 13 على التوالي، فيما بقيت أسعار الفضة قريبة من مستويات قياسية. أما النفط فاستقر مع مراقبة الأسواق لتطورات شراء الهند للخام الروسي، إضافة إلى تأثير الهجمات الأوكرانية على بنى الطاقة الروسية.
وفي أميركا، أغلق مؤشر إس أند بي 500 جلسة الجمعة على ارتفاع بنسبة 0.2%، بينما تراجعت سندات الخزانة الأميركية بعد أسبوع اتسم ببيانات اقتصادية متباينة، ما دفع العائد على سندات الـ 10 سنوات إلى 4.14%، في أسوأ أسبوع للسندات منذ نيسان / أبريل 2023. ويتوقع محللون أن تتجه العوائد نحو 4.5% خلال الفترة المقبلة، بفعل الزخم التضخمي وزيادة الإنفاق الحكومي في أميركا، الأمر الذي قد يشكل ضغطاً إضافياً على الأسهم إذا حدث الارتفاع بسرعة كبيرة.
وينطلق هذا الأسبوع مزاد سندات أميركية لآجال 3 سنوات و 10 سنوات و 30 سنة، قبل يوم واحد من إعلان قرار الفيدرالي. كما تصدر بيانات الوظائف الشاغرة وطلبات إعانة البطالة ومؤشر تكلفة العمل، وهي مؤشرات أساسية ستسهم في رسم معالم المشهد الاقتصادي الأميركي خلال الفترة المقبلة، في وقت ترجّح فيه التوقعات مرحلة تثبيت طويلة للفائدة ما لم ينخفض التضخم بصورة واضحة.
