عوائد الخزانة الأميركية تقفز إلى أعلى مستوياتها في شهرين قبيل قرار الفيدرالي

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين يوم الاثنين، مع تحوّل أنظار المستثمرين إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة هذا الأسبوع، وسط توقعات بخفض ثالث على التوالي ربع نقطة مئوية.
وحسب بلومبيرغ، صعدت العوائد بين 3 و4 نقاط أساس عبر مختلف الآجال، مع تسجيل السندات متوسطة الأجل الأداء الأضعف. وجاءت نتائج مزاد سندات ثلاث سنوات بقيمة 58 مليار دولار بعائد أدنى من التوقعات، في مؤشر إلى طلب أقوى من المتوقع، فيما تستعد الخزانة لطرح سندات لأجل 10 سنوات و30 سنة يومي الثلاثاء والخميس.
وتأتي التحركات فيما غيّرت وزارة الخزانة جدول مزاداتها لاستيعاب اجتماع الفيدرالي الذي يستمر يومين وينتهي الأربعاء. ويرجّح المتعاملون احتمالاً يقارب 90% لخفض جديد، إلى نطاق بين 3.5% و3.75%، بينما يتركّز الاهتمام على توقعات المسؤولين للعام 2026 في مخطط النقاط، مع بقاء التضخم أعلى من المستهدف.
وقال جون كانافان، كبير المحللين في أوكسفورد إيكونوميكس، إن الخفض المتوقع قد يترافق مع نبرة متشددة وإشارة إلى توقف أطول العام المقبل، محذراً من أن أي إشارة لوقفة ممتدة قد تخيّب توقعات الأسواق التي تسعّر خفضاً إضافياً بحلول نيسان/أبريل.
وارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس إلى 4.17%، مقترباً من مستوى 4.2% الذي حدّ من الارتفاعات منذ أيلول/ سبتمبر. فيما بلغ العائد على السندات لأجل 30 سنة نحو 4.82%، بالقرب من أعلى مستوياته منذ الشهر نفسه نقلا عن بلومبيرغ.
وفي الأسابيع الأخيرة، ارتفع مؤشر سعر الفائدة النهائي في سوق المقايضات إلى نحو 3.2%، وهو الأعلى منذ يوليو، ما يشير إلى تراجع توقعات خفض الفائدة في 2026. ويتوقع المتعاملون خفضين إضافيين فقط العام المقبل بعد خفض الأربعاء المرتقب.
وقال روجر هالام، رئيس قسم أسعار الفائدة العالمية في فانغارد، إن الفيدرالي سيقدّم الخفض كجزء من إدارة المخاطر، مرجّحاً توقف دورة التيسير قرب 3.5% بدلاً من 3%.
وتزايدت علاوة المخاطر على السندات الطويلة مع مخاوف من احتمال تسهيل مفرط في السياسة النقدية العام المقبل تحت رئيس جديد للفيدرالي. ويشير نموذج علاوة الأجل لدى فرع نيويورك للفيدرالي إلى ارتفاعها إلى نحو 0.7%، وهو مستوى يعادل ما كان عليه في أوائل أيلول/سبتمبر.
ويأتي ذلك وسط ترقب لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اختيار خلف لرئيس الفيدرالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته العام المقبل، بينما برز كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي القومي في البيت الأبيض، كأبرز المرشحين. وقال هاسيت في مقابلة تلفزيونية إن على الفيدرالي تجنّب تحديد مسار الفائدة للأشهر المقبلة والالتزام بالبيانات الاقتصادية المتاحة.
