توقعات بتحول المستثمرين نحو القطاعات التقليدية

توقّع خبراء وول ستريت تحول المستثمرين بعيدًا عن شركات التكنولوجيا العملاقة إلى القطاعات التقليدية مثل الرعاية الصحية والصناعات والطاقة في 2026، مع سعيهم للاستفادة من النمو الاقتصادي المتوقع، وفق ما أوردت بلومبيرغ.
وقالت تقارير بلومبيرغ إن استراتيجيات الاستثمار بدأت تركز على القطاعات الأقل شهرة والأسهم الصغيرة والمتوسطة بدلًا من الإعتماد على مجموعة “المذهلة السبعة” التي تضم شركات مثل إنفيديا وأمازون، بعد أداء ضعيف لبعض شركات التكنولوجيا الرائدة في نتائج أرباحها الأخيرة.
وتشير بلومبيرغ إلى أن الاستثمار في شركات التكنولوجيا الكبرى، الذي إرتفع حوالي 300% منذ بداية سوق الثور قبل ثلاث سنوات، أصبح يثير الشكوك حول مدى قدرة القطاع على تبرير تقييماته المرتفعة وإنفاقه الطموح على الذكاء الاصطناعي.
وأشار كريج جونسون، كبير فنيي السوق في Piper Sandler & Co.، إلى أن المستثمرين بدأوا بسحب الأموال من صفقة “المذهلة السبعة” والتوسع نحو قطاعات أخرى، قائلاً: "لم يعودوا فقط يلاحقون مايكروسوفت وأمازون، بل سيقومون بتوسيع تداولاتهم."
وأظهرت البيانات أن أسهم الشركات الصغيرة، مثل Russell 2000 Index، إرتفعت بنسبة 11% منذ أدنى مستوياتها في نوفمبر، مقارنة بنصف هذا الارتفاع فقط لشركات المذهلة السبعة، في حين تفوق مؤشر S&P 500 Equal Weight على نظيره الموزون برأس المال خلال نفس الفترة.
كما أشارت بلومبيرغ إلى توقعات نمو أرباح مؤشر S&P 493 بنسبة 9% في 2026 مقابل 7% هذا العام، مع انخفاض مساهمة أكبر سبع شركات من المؤشر إلى 46% مقارنة بـ50%. ويقول الخبراء إن التوسع الاقتصادي المتوقع يدعم الاستثمار في القطاعات المتأخرة مثل المالية والصناعات الاستهلاكية، وهو ما يعزز أهمية توسيع التوجهات بعيدًا عن التكنولوجيا الكبرى.
ويضيف مايكل ويلسون، كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في مورغان ستانلي: "شركات التكنولوجيا الكبرى لا تزال قادرة على الأداء، لكنها ستتأخر مقارنة بالقطاعات الجديدة، لا سيما الاستهلاكية وأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة."
وبحسب بلومبيرغ، يشير تحليل القطاعات الاقتصادية إلى أن المستثمرين يتجهون بالفعل نحو المرافق، المالية، الرعاية الصحية، الصناعات، الطاقة، وحتى الاستهلاكية، وهي دلائل على بدء التوسع في الأسواق بعيدًا عن التكنولوجيا العملاقة.
وأخيرًا، يشير الخبراء إلى أن سياسة التيسير النقدي المستمرة من البنك المركزي الأمريكي، بعد خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، ستدعم هذا التحول في استراتيجيات الاستثمار في العام المقبل.
