Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

كودري يستثمر 106 مليون دولار لتعزيز نفوذ المؤسسة في وستمنستر

44

يبرز كليف كودري بوصفه أحد أكثر الشخصيات غير المنتخبة تأثيرًا في السياسة البريطانية، عبر «مؤسسة ريزوليوشن» التي أسسها قبل عقدين، والتي بات خريجوها وأفكارها جزءًا أساسيًا من دوائر صنع القرار في وستمنستر، ولا سيما داخل حكومة حزب العمّال بعد فوزها في انتخابات 2024.

وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , تلعب «مؤسسة ريزوليوشن» دورًا متناميًا في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا، إذ يشغل عدد من خبرائها مناصب حكومية رفيعة. فقد تولّى ما لا يقل عن سبعة من المنتسبين إليها أدوارًا قيادية داخل الحكومة، خمسة منهم عُيّنوا بعد وصول حزب العمّال إلى السلطة. ومن أبرزهم الرئيس التنفيذي السابق للمؤسسة تورستن بيل، الذي أشرف على إعداد الميزانية الأخيرة، قبل أن يصبح وزيرًا للمعاشات التقاعدية بصلاحيات تمتد عبر وزارات عدة.

ورغم السمعة اليسارية التي تُنسب إلى «ريزوليوشن»، يؤكد مؤسسها كليف كودري تمسّكه باقتصاد السوق، معتبرًا أن «الرأسمالية تبقى النموذج الوحيد القادر على توليد عوائد حقيقية، شرط أن تُربط بنظام عادل لإعادة التوزيع يرفع الناس من الفقر». ويعكس هذا الموقف مسيرته الشخصية، إذ بنى ثروة تُقدّر بنحو 200 مليون جنيه إسترليني(267.0 مليون دولار أميركي) رغم نشأته المتواضعة.

وتركّز المؤسسة، بحسب كودري، على تحسين مستويات معيشة «الفقراء العاملين»؛ وهم الأشخاص الذين يعملون لكن دخولهم لا تكفي لتأمين حياة كريمة. وقد تحوّلت هذه الفئة إلى محور اهتمام سياسي متزايد في السنوات الأخيرة، في مؤشر على نجاح أجندة المؤسسة وتأثيرها في الخطاب العام.

كما امتد تأثير «ريزوليوشن» إلى مراحل إعداد الميزانية الأخيرة، حيث عُيّنت الخبيرة الاقتصادية إميلي فراي مستشارة لوزيرة الخزانة راشيل ريفز خلال المراحل النهائية من صياغتها. وشهدت تلك الفترة جدلًا واسعًا، بعد خطاب تلفزيوني لريفز أوحى بإمكانية رفع ضريبة الدخل مقابل خفض ضريبة «التأمين الوطني»، قبل التراجع عن الفكرة بسبب كلفتها السياسية والانتخابية.

وعلى الرغم من خيبة أمل كودري لعدم ذهاب الميزانية أبعد في طموحاتها الاجتماعية، فإنه تجنّب توجيه انتقادات مباشرة للحكومة، مكتفيًا بالتأكيد أن ما طُرح كان يمكن أن يكون «أكثر تقدمية».

وفقاً لبلومبيرغ , ينفي كودري أن تكون «ريزوليوشن» أكثر نفوذًا من مؤسسات بحثية عريقة أخرى مثل «معهد الدراسات المالية»، معتبرًا أن الفارق يكمن في النهج العملي الذي تتبعه بوصفها «مركز تفكير وتنفيذ». وقد عزّز هذا النهج قرار نقل مقر المؤسسة قبل عشر سنوات إلى قلب وستمنستر، على مقربة من وزارة الخزانة، ما سهّل تواصلها المباشر مع صانعي القرار.

ويرى مراقبون أن التمويل السخي الذي يقدمه كودري , إذ ضخ أكثر من 80 مليون جنيه إسترليني(106.8 مليون دولار أميركي) في صندوق المؤسسة , منح «ريزوليوشن» ميزة التركيز على التأثير السياسي بدل السعي الدائم وراء تمويل المشاريع، وهو ما أسهم في ترسيخ موقعها كأحد أكثر مراكز الفكر حضورًا في المشهد السياسي البريطاني.

سعر الصرف:1 جنيه إسترليني ≈ 1.33 – 1.34 دولار أميركي