أندوريل تعرض تقاسم كلفة التطوير لاختراق سوق الدفاع البريطانية وسط سباق أوروبي لإعادة التسلّح

قدّمت شركة «أندوريل» الأميركية عرضًا غير مسبوق للجيش البريطاني، يقضي بتحمّل نصف كلفة تطوير طائرة قتالية غير مأهولة، في حال فوزها بعقد بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني(1.34 دولار أميركي)، في خطوة تهدف إلى ترسيخ وجودها الصناعي داخل أوروبا والاستفادة من موجة إعادة التسلّح التي تشهدها القارة.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , الشركة الناشئة في مجال الصناعات الدفاعية، ومقرّها كاليفورنيا، تراهن على نموذج تقاسم التكاليف مع الحكومات لكسب العقود الكبرى، بعد أن نجحت بالأسلوب نفسه في أستراليا، حيث فازت في أيلول بعقد قيمته 1.7 مليار دولار أسترالي(1.13 مليار دولار أميركي) لبناء غواصة ذاتية التشغيل. وترى أندوريل أن تحمّل جزء من كلفة التكنولوجيا الجديدة يمنحها أفضلية تنافسية ويواكب رغبة الدول في توطين التصنيع العسكري.
يأتي التحرّك في وقت تطلق فيه الحكومات الأوروبية أكبر حملة لإعادة التسلّح منذ عقود، وسط قلق متزايد من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا الأميركية، في ظل توتّر العلاقات داخل حلف شمال الأطلسي وتصاعد التهديدات الروسية. وقد دفعت هذه المخاوف دولًا مثل ألمانيا وبريطانيا إلى إعطاء أولوية متزايدة للشركات المحلية أو الأوروبية في منح العقود الدفاعية.
وضمن هذا الإطار، عرضت أندوريل تقاسم الكلفة في مشروع بريطاني يُعرف باسم «مشروع نيكس»، ويتضمن عقدًا للجيش لمدة عامين لتطوير مسيّرة غير مأهولة ذات أجنحة دوّارة تعمل بالتنسيق مع مروحيات «أباتشي» الهجومية. وأعلنت الشركة اختيار «جي كيه إن إيروسبيس» البريطانية شريكًا لتصنيع هيكل الطائرة، إلى جانب توقيعها شراكات هذا العام مع شركات دفاعية كبرى في ألمانيا وبولندا.
ووفقاً لبلومبيرغ , اشار رئيس الشركة وكبير مسؤولي الاستراتيجية، كريستيان بروز، إن حصة المملكة المتحدة من مبيعات أندوريل لا تزال «محدودة نسبيًا»، لكن الشركة تدرس افتتاح مصنع داخل البلاد، معتبرًا أن الإنتاج المحلي قد يخدم الجيش البريطاني ويُصدَّر لاحقًا إلى أسواق عالمية.
في المقابل، يواجه توسّع أندوريل تدقيقًا متزايدًا بشأن أداء مسيّراتها في ساحات القتال، بعدما تحدثت تقارير صحافية عن مخاوف تشغيلية لأجهزتها في أوكرانيا. وأقرت الشركة بأن نموذجها القائم على التطوير السريع والاختبار المستمر ينطوي على مخاطر، لكنها قالت إنها «مخاطر مقبولة».
في الختام , وبينما تسعى أندوريل إلى تسويق نفسها في بريطانيا بوصفها شركة «أنغلو-أميركية»، تبقى قدرتها على ترسيخ موطئ قدم دائم مرهونة بمدى قبول الحكومات الأوروبية لها كشريك صناعي محلي، في سوق دفاعية تشهد منافسة حادة وتغيّرات استراتيجية متسارعة.
سعر الصرف : 1 دولار أسترالي ≈ 0.665 دولار أميركي
سعر الصرف : 1 جنيه إسترليني ≈ 1.34 دولار أميركي
